الرئيسية الاخبار نشاطات   Print

أوراد بالتعاون مع مفتاح ينظم جلستان في رام الله وغزة لاستعراض نتائج دراسة 'أثر الانقسام على النساء الفلسطينيات'

 

ضمن مشروع "تعزيز مشاركة النساء في بناء السلم والأمن"، والذي ينفذ بالضفة الغربية وقطاع غزة بدعم من أوكسفام، عقدت المبادرة الفلسطينية لتعميق الحوار العالمي والديمقراطية "مفتاح"، جلستان تم خلالهما عرض النتائج الأولية لدراسة "أثر الانقسام على النساء الفلسطينيات" , والتي أعدها مركز العالم العربي للبحوث والتنمية "أوراد"، والتي استندت إلى مقابلة مجموعة من النساء المتضررات واللواتي تأثرن بتبعات الانقسام السياسي بين حركتي فتح وحماس.

وتعتبر "مفتاح" هذه الدراسة نوعية في كونها تتعمق في تحليل واقع وآثار الانقسام الفلسطيني على النساء الفلسطينيات من كافة الجوانب الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والأمنية، وتتعرف على الاستراتيجيات والآليات التي اتخذتها النساء في مواجهتها للتحديات ذات العلاقة بتوفير الحماية والبيئة الأمنة لها ولأفراد عائلتها.

حضر الجلستان عضوات لجنة الظل النسوية لإنهاء الانقسام والتي دعمت "مفتاح" تشكيلها لتعمل بشكل مواز للجان المصالحة الوطنية الرسمية، حيث تخللت الجلستان عرض لنتائج الدراسة، كذلك اثار النقاش دمج الحضور بالتفاكر إزاء المعلومات التي وفرتها الدراسة والتي تعتبر الأولى من حيث البيانات والحالات التي تجسد واقع المرأة الفلسطينية جراء الانقسام.

وفي بداية اللقاء استعرض محمد الشعيبي مؤلف تقرير الدراسة أهم النتائج التي تحذر من استمرار الانقسام حيث أن أضراره لا تزال قائمة، وسيكون لها عواقب وخيمة اذا ما استمرت على كافة الصعد السياسية والاجتماعية والاقتصادية والحقوقية والانسانية والصحية. وتطرق في عرضه للنتائج الى الحالات والشواهد التي تعبر عن أثر الانقسام على النساء الفلسطينيات في الضفة الغربية وقطاع غزة.

المداخلات

ركزت المداخلات على توضيح التأثيرات السلبية على واقع النساء، وما أحدثه من انهيارات اجتماعية، كان لها انعكاساتها السلبية على واقع النساء الفلسطينيات وعلى النسيج الاجتماعي الفلسطيني.

وأشارت إحدى المداخلات إلى التجربة المختلفة التي تخضع لها النساء في كل من الضفة الغربية وقطاع غزة، وخطورة انعكاس هذ الواقع على البرنامج النضالي والوطني للنساء الفلسطينيات وعلى كافة المستويات ،ما يستدعي ضرورة الوقوف على الحقائق التي تعكسها روايات النساء المتضررات للمضي قدما في البرنامج النضالي والوطني.

العدالة الانتقالية وتأثير الصراع

وتطرقت مداخلة أخرى، إلى موضوع العدالة الانتقالية، وأكدت على أهمية هذا المسار في الحفاظ على النسيج الاجتماعي الذي يعاني في هذه المرحلة من تخلخل كبير بين غزة والضفة الغربية.

وارتبطت بهذه القضايا ما أشارت إليه المداخلات من تأثير العدوان الذي تعرض له قطاع غزة، وتركت أثرا كبيرا على النساء، وباتت المرأة هناك في حال انكشاف كامل ومتزايد في ظل الانقسام، بسبب تأخر عملية إعادة الاعمار، وارتفاع معدلات الفقر، وهي عوامل ضاعفت من مسؤوليات المرأة، وأدت إلى تداعيات كبيرة على الصعيد الاجتماعي.

في حين حذرت المشاركات من تراجع دور الفصائل والاحزاب السياسية بفعل الانقسام، وغياب الدور الفعال لهذه الفصائل في موضوع المصالحة الوطنية.

إنهاء الانقسام

في حين، أكد الشعيبي أن أهمية الدراسة تكمن في كون الانقسام مستمر منذ عشر سنوات دون الوصول إلى حل لإنهائه حتى الآن، حيث اشتملت على تفاصيل مركزة ومكثفة حول ظروف عيش النساء في قطاع غزة، وهن جزء من هذا الانقسام ومن تأثيراته عليهن وما لحق بهن من ضرر كبير بسببه، وأن مواجهة تأثيرات هذا الانقسام يتطلب وجود آلية واضحة تنهيه، وتضع حدا لآثاره المدمرة على المجتمع، وتركيز الجهود من جميع المؤسسات والفعاليات لممارسة مزيد من الضغط.، والوصول إلى هذا الهدف يتطلب وجود رغبة حقيقية من جميع الأطراف لإنهاء الانقسام.

نتائج مذهلة

أما سوزان جرار، عضو لجنة الظل النسوية الموازية للجان المصالحة، فأشارت إلى أن الدراسة التي عرضت علينا بما تضمنته من نتائج مذهلة، كشفت لنا عن واقع غير الذي كنا نعتقده، بل كنا غافلين عنه، وبالتالي كان تركيزنا على البعد الجغرافي فقط، لكن الدراسة زودتنا بمفاتيح عديدة في لجان الظل للقيام بدور أكثر فاعلية، وأن نكثف ضغطنا وجهودنا لدى المؤسسات، ولدى لجان المصالحة الوطنية. أضافت:" التحديات كبيرة وكثيرة سواء هناك في قطاع غزة، أو هنا في الضفة الغربية ولكن علينا مواجهتها والتغلب عليها، إذ لا يمكن القبول بواقع نقول فيه بأننا شعب واحد في وطن واحد بينما نحن منفصلون اجتماعيا وعلى أكثر من صعيد.

خطاب جديد

وفي تقييمها لانعكاسات ما تم عرضه في غزة على لجنة الظل النسوية الموازية للجان المصالحة الوطنية، قالت شادية الغول، منسقة "مفتاح" في القطاع، أن الدراسة وفرت للجنة خطابا تتسلح به لدى الحديث عن موضوع المصالحة وإنهاء الانقسام، وفي التصدي لمن يدعي بأن المعاناة في غزة عامة، في حين أكدت معطيات الدراسة أن المعاناة مركزة وتأثيراتها المباشرة وغير المباشرة على النساء أكبر، فهن الأكثر تضررا خاصة في الجوانب النفسية والاجتماعية والاقتصادية.

آليات جديدة للتواصل

ووفقا للغول، فقد أبدت اللجنة اهتماما خاصة بنتائج الدراسة، حيث أوصوا بضرورة نشرها وتداولها على نطاق واسع بآليات جديدة غير ورش العمل، أي عبر مواقع التواصل الاجتماعي خاصة الفيس بوك لتصل إلى أكبر عدد من المواطنين والمهتمين وأصحاب القرار.

واقترحت اللجنة كذلك، أن يصدر ملحق للدراسة يتضمن آخر المستجدات ومنها قطع الرواتب وتداعياتها النفسية والاجتماعية والاقتصادية على النساء تحديدا. في حين تم الأخذ ببعض الملاحظات، ومن أهمها "ظاهرة القتل الجماعي" التي حدثت في ذروة الاقتتال الداخلي، وهي واحدة من الانتهاكات التي لم تكن مرصودة في السابق.

أما نجوى ياغي مديرة المشروع في "مفتاح"، فأشارت إلى أن استراتيجية المؤسسة تركز على بلورة أجندة المرأة – الأمن والسلم، من خلال الاستناد إلى بيانات ومعطيات تعكس من خلالها واقع النساء الفلسطينيات المتأثرات بواقع التغيرات والتطورات على الساحة السياسية الفلسطينية وعلى صعيد ممارسات الاحتلال المستمرة. وأضافت:" تنفرد مفتاح" على الدوام بما هو جديد، وهذا ما تعبر عنه دراستها التي تعكس واقع النساء الفلسطينيات وأثره عليهن، خاصة على نساء غزة، لتكون قاعدة معلوماتية تستند إليها جهود المؤسسات النسوية ولجان الظل النسوية التي تدعمها "مفتاح"، كي تتسلح بها هذه اللجان وتكون جزءا من الحوار الوطني حول المصالحة، بما يعزز دورهن كمراقبات على عمل لجان المصالحة الوطنية.

ووفقا للدراسة، فقد أدى الانقسام الى العنف الجسدي واللفظي الذي يمارسه الزوج وصولا إلى الطلاق في الحالات التي زاد فيها العنف عن الحدّ الممكن احتماله، أو أدّى إلى إصابة الزوجة بأذى بالغ، مما انعكس سلباً على نفسية الأبناء والأسرة والعشيرة ككل .

في حين، أن الانقسام السياسي قاد المجتمع الفلسطيني إلى زيادة الضغط على المرأة الفلسطينية حيث ارتفعت بشكل غير مسبوق معدلات العنف ضدتها وتجلت هذه المظاهر في ارتفاع عدد حالات القتل على خلفية ما يسمى "الشرف"، وتزايد معدلات العنف الجسدي والنفسي الذي تتعرض له المرأة من قبل أفراد الأسرة، ويعتبر الخوف والقلق وعدم الشعور بالأمان من مظاهر العنف الذي تتعرض له المرأة أو أسرتها.

 

AWRAD experienced staff and experts conduct high-quality independent research, and produce innovative recommendations and policy solutions. AWRAD's motto is "Quality Research Matters".